responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم المؤلف : السيّد جعفر بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 78

صفات كماله ، حجّةً نيِّرة واضحة المكنون ، وآية بيّنة لقوم يعقلون ، وبرهاناً جلياً لا ريب فيه ، ومنهاجاً سوياً لا يضلّ من ينتحيه [١].

والنهي عن التكلُّم في الله أي في ذاته وصفاته فإنَّ ما يتعلق بهما بحر زاخر لا يصل إلى أطرافه النظر ، ولا يدرك قعره البصير ، ولا يجري فيه فكر البشر ، فكلّ سابح في بحار عزّه وجلاله غريق ، وكلّ طالب لأنوار كبريائه وكماله حريق ، فإنَّ تصوَّر من ذاته شيئاً فهو يشابه ذوات المخلوقات ، وإن تعقّلَ من صفاته أمراً فهو يناسب صفات الممكنات ، وإن لم يتصوَّر منهما شيئاً ولم يستقرَّ عقلُه على أمر صار موجباً للهمّ والغمّ والتدلُّه والحيرة ، حَتَّى يؤدي ذلك إلى الجنون [٢]. ولنعم ما قيل :

فيكَ يا أعجوبة الكون

غدا الفكر كليلا

أنتَ حيّرتَ ذوي اللبِّ

وبلبلت العقولا

كلَّما قدمت فكري

فيك شبراً فرَّميلا

هائماً يخبط عشواء

فلا يُهدى سبيلا

الرد على المجسّمة والمشبّهة

[٤] ـ قال ; : «المتقدّس بكمال ذاته عن مشابهة الأنام» [٣].

أقول : (التقدّس) : التنزّه والتعبّد ، وفيه ردّ على المجسَّمة والمشبِّهة ، ولا ريب


[١] تفسير أبي السعود ١ : ٣.

[٢] شرح اُصول الكافي للمازندراني ٣ : ١٤٩.

[٣] معالم الدين : ٣.

اسم الکتاب : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم المؤلف : السيّد جعفر بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست