اسم الکتاب : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم المؤلف : السيّد جعفر بحر العلوم الجزء : 1 صفحة : 74
قيل : «أنت كلّ رجل علماً لصحّ على جهة المجاز على معنى : «إنك اجتمع فيك ما افترق في غيرك من الرجال من جهة كمالك في العلم» ولا اعتداد بعلم غيرك لقصوره ن رتبة الكمال ، كما في المثل السائر : «كلّ الصيد في جوف الفرا» [١].
والثاني ينقسم إلى ثلاثة أنواع.
العهد الذكري : وهو الَّذي يتقدّم لمصحوبه ذكرٌ ، نحو : ﴿أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا ^ فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ [٢] ، وفائدته التنبيه على أنّ الرسول الثاني هو الأوّل ؛ إذ لو جيء به منكَّراً لتوهم أنه غيره.
والعهد الذهني : وهو أن يتقدّم لمصحوبه علم ، على نحو : ﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ [٣] ، ﴿تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [٤] ، ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ [٥] ؛ لأنَّ ذلك معلوم عندهم.
والعهد الحضوري : وهو أن يكون مصحوبه حاضراً نحو : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [٦] أي : اليوم الحاضر.
إذا عرفت هذا فاعلم أنَّ اللام في الحمد للاستغراق عند الجمهور ، وللجنس عند الزمخشري [٧] ، ولا فرق هنا ؛ لأنَّ لام الله للاختصاص فلا فرد منه لغيره ، وإلا لوجد الجنس في ضمنه فلا يكون الجنس مختصاً به.
[١] مثل يضرب لمن يُفضّل على أقرانه. (مجمع الأمثال ٢ : ٨٢).