اسم الکتاب : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم المؤلف : السيّد جعفر بحر العلوم الجزء : 1 صفحة : 479
المسجد ، فلم يزل يصلّي بين راكع وساجد ، وكلما صلّى ركعتين دعا الله أن يذهب ما بفاطمة من الحزن والغمّ ، وذلك أنّه خرج من عندها وهي تتقلَّبُ وتتنفَّسُ الصعداء ، فلمَّا رآها النبيّ 6 أنّها لا يهنيها النوم ، وليس لها قرار ، قال : لها قومي يا بنيَّة ، فقامت ، فحمل النبي 6 الحسن ، وحملت فاطمة 3 الحسين ، وأخذت بيد أُمّ كلثوم فانتهى إلى علي وهو نائم ، فوضع النبيّ 6 رجله على رجل عليّ فغمزه ، وقال : قم يا أبا تراب ، فكم ساكن أزعجته ، ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج عليّ فاستخرجهما من منزلهما ، واجتمعوا عند رسول الله 6 فقال رسول الله 6 : يا علي ، أما علِمتَ أنّ فاطمة بضعة منّي وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومنآذاهابعدموتيكانكَمَنْآذاهافيحياتي ، ومنآذاهافيحياتيكانكمنآذاهابعدموتي.
فقال علي 7 : بلى يا رسول الله ، قال : فقال : فما دعاك إلى ما صنعت؟
فقال علي : والَّذي بعثك بالحقّ نبياً ما كان منّي ممَّا بلغها شيء ، ولا حدَّثت بها نفسي.
فقال النبيّ 6 : صَدقْتَ وصُدِّقت ، ففرحت فاطمة بذلك ، وتبسَّمت حَتَّى رُثِي ثغرُها.
فقال أحدهما لصاحبه : إنّه لعجب لحينه ، ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة؟!
قال : ثُمَّ أخذ النبيّ 6 بيد عليّ فشبك أصابعه بأصابعه فحمل النبيّ 6 الحسن 7 ، وحمل الحسين 7 عليّ ، وحملت فاطمة 3 أُمّ
اسم الکتاب : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم المؤلف : السيّد جعفر بحر العلوم الجزء : 1 صفحة : 479