اسم الکتاب : الفضائل الموضوعة عرض ونقد المؤلف : مهدي المنصور سمائي الجزء : 1 صفحة : 28
من هذه الفرق الإنتصار لرأيها وتوفير الغطاء الشرعى لموقفها من خلال الإستشهاد بسنة الرسول 6وسلم فاز دادت لهذا حركة الوضع اتساعاً وعمقاً فمن أعوزه الدليل من كتاب الله وافتقر إلى الشاهد من كلام نبيه 6وسلم لجأ إلى وضع الأحاديث وانتحالها يسد بها نقص مذهبه وضعف رأيه ولم يقتصر الأمر على وضع الأحاديث المكذوبة ونسبتها إلى صاحب الرسالة فى عهده [١] وبعد وفاة الرسول 6وسلم اتجهت سياسة الخلفاء إلى المنع من رواية الحديث والتشديد على عدم تدوينه وقد كانت حجتهم فى هذا المنع هوالخشية من انصراف المسلمين عن القرآن الكريم وانشغالهم بالحديث وحده مما أوجد فترة من السبات والإنقطاع عن رواية الحديث وتناقله كانت هذه كافية لأن تختمر فيها بذور الوضع وتتهيأ الأرضية لعوامل الإنحراف عن الرواية وقد بقى هذا الوضع إلى زمن أميرالمؤمنين 7 حيث خالف وشده هذه السياسة الظالمة. شجع 7 المسلمين على كتابة الحديث وتدوينه وكان يستحلف كل من يروى حديثاً أنه سمعه من رسول الله 6وسلم غير أن هذا الأمر لم يدم طويلاً فما إن قتل أميرالمؤمنين 7 وانتقلت السلطة إلى بنى أمية قاشتدت حركة الوضع وبصورة منظمة للحديث النبوى إذ بادر (معاوية) إلى ضخ الأموال بلا حساب على الوضاعين والكذابين والرواة والمحدثين الذين كانوا يضعون ما يحلوله من الأحاديث والروايات التى يعتقد أنها تؤدي إلى تعزيز (الحق) الأموى فى السلطان من جهة وإخفاء فضائل أهل البيت واجتثاث الولاء من نفوس محبيهم
[١] قال أمير المؤمنين 7 إن فى أيدى الناس حقّاً وباطلاً وصدقاً وكذباً وناسخاً ومنسوخاً وعاماً وخاصاً ومحكماً ومتشابهاً وحفظاً ووهماً ولقد كذب على رسول الله 6وسلم على عهده حتى قام خطيباً فقال من كذب على متعمداً فليتبوا مقعده من النار نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٨ خطبة ٢١٠ فى أحاديث البدع.
اسم الکتاب : الفضائل الموضوعة عرض ونقد المؤلف : مهدي المنصور سمائي الجزء : 1 صفحة : 28