اسم الکتاب : الرسول الأعظم على لسان حفيده الإمام زين العابدين المؤلف : الحسيني الأميني، السيّد محسن الجزء : 1 صفحة : 66
إِمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ
الْخَيْرِ وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ
«إمام الرّحمة» بدل من محمّد ، أو عطف بيان عليه و «الإمام» ما يقتدى به من رئيس أو غيره فيطلق على الخليفة ، والعالم المقتدى به ، ومن يؤتم به في الصّلاة ، ويستوي فيه المذكّر والمؤنث.
قال بعضهم : وربما أنّث إمام الصّلاة فقيل : إمرأة إمامة ، وقيل : الهاء فيها خطأ والصواب حذفها لأنّ الإمام اسم لا صفة.
وقال بعضهم : لا يمتنع أن يقال : إمرأة إمامة لأنّ في الإمام معنى الصفة.
و «الرحمة» قيل : هي ميل القلب إلى الشفقة على الخلق والتلطّف بهم.
وقيل : هي إرادة إيصال الخير إليهم : وإضافة الإمام إليها ، إمّا بمعنى اللام الإختصاصية ، أي إمام للرحمة ، والمعنى : الإمام المختص بالرحمة ، أو بمعنى (من) البيانيّة أي إمام من جنس الرحمة ، والمعنى : الإمام الذي هو الرحمة كأنّه نفس الرحمة مبالغة ، وفيه إشارة إلى قوله تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» [١].
قال أهل العربيّة : يجوز أن تكون رحمة ، مفعولاً له أي لأجل الرحمة ، وأن تكون حالاً مبالغة في أن جعله نفس الرحمة ، وإمّا على حذف مضاف أي ذا رحمة ، أو بمعنى راحم.
وفي الحديث : «أنا نبيّ الرحمة» [٢] وفي آخر : «إنّما أنا رحمة مهداة» [٣].