وأمّا على القول بأن التبديل يكون في الآخرة كما دلّت عليه الأخبار المذكورة. فالظاهر أنّه إذا بدّل سيئة العبد حسنة فكأنّه جاء بالحسنة ، وقد قال تعالى : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» [٢] ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير ولذلك ختم الدعاء بقوله 7 : «إنّك ذو الفضل العظيم» تذييلاً لما سبق وتقريراً لمضمونه.
و «الفضل» الخير والإحسان إبتداءً.
و «العظيم» ضدّ الحقير ، كما أنّ الكبير ضدّ الصغير ، وكما أنّ الحقير دون الصغير ، فكذلك العظيم فوق الكبير ، ويستعملان في الصور والمعاني يقال : رجل عظيم وكبير أي جثّة أو قدراً ، وهو هنا صفة للفضل كما وقع في التنزيل مكرراً «وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» [٣] ووقع في نسخة مضبوطاً بالضمّ على أنّه صفة له تعالى والأوّل أنسب بالمقام ، وفيه إيذان بأنّ جميع الإحسان الواقع والمرجوّ ، رشحة من بحار إفضاله وعظيم إحسانه ونواله ، وإنّ من حرم ذلك ليس لضيق ساحة فضله بل لعدم إستعداد المحروم وقابليّته ، نسأل الله أن لا يحرمنا من فضله العظيم وجوده العظيم بجاه نبيّه الكريم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين والحمد للّه ربّ العالمين.