responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نماذج الأصول في شرح مقالات الأصول المؤلف : المدرّسي اليزدي، السيد عباس    الجزء : 1  صفحة : 79

المقام امران احدهما (١) ان تعيين كل لفظ لأى معنى وتخصيصه به لا بد وان يكون لخصوصية وربط بينهما كى لا يلزم الترجيح بلا مرجح فى هذا التخصيص مع الالتزام بان هذه الخصوصية لا بد وان يكون ملتفتا اليها حين الوضع والتخصيص لدى الواضع والمعيّن ـ و (٢) حيث (٣) ان المحيط (٤) بهذه الجهات ليس الاعلام الغيوب فالجاعل لا يكون إلّا هو غاية الامر قد الهم الى غيره فى استعماله اللفظ الخاص فى معنى مخصوص بلا التفاته بخصوصيتهما ـ مؤيدا ذلك (٥) ايضا بان

______________________________________________________

فى الوضع او عدم لزومه بان يكون تمام العلقة والارتباط يحصل بالوضع وان لم يكن بينهما ارتباط قبل ذلك.

(١) ذكروا للزومها وجهين وهذا هو الوجه الاول وملخصه انه لو لم يكن التناسب الذاتى بين اللفظ والمعنى لزم الترجيح بلا مرجح فلما ذا وضع لفظ الماء للجسم البارد والنار للجسم الحار دون العكس وهكذا سائر الالفاظ فليس ذلك الا لخصوصية بينهما.

(٢) هذا هو الامر الثالث من ان الواضع لوضع الالفاظ للمعانى هل هو الله تبارك وتعالى او العباد انفسهم ـ وادرجه قدس‌سره فى طى الاستدلال للقول المتقدم لاجل المناسبة.

(٣) فاستدلوا لكون الواضع هو الله جلّ وعلا من نواح ثلاث.

(٤) وهذه هى الناحية الاولى قال فى الاجود ، ج ١ ، ص ١١ ، بل الله تبارك وتعالى هو الواضع الحكيم جعل لكل معنى لفظا مخصوصا باعتبار مناسبة بينهما مجهولة عندنا وجعله تبارك وتعالى هذا واسطة بين جعل الاحكام الشرعية المحتاج ايصالها الى ارسال الرسل وانزال الكتب وجعل الامور التكوينية التى جبّل الانسان على ادراكها كحدوث العطش عند احتياج المعدة الى الماء ونحو ذلك فالوضع جعل متوسط بينهما لا تكوينى محض حتى يحتاج الى امر آخر ولا تشريعى صرف حتى يحتاج الى تبليغ نبى او وصى بل يلهم الله تبارك وتعالى عباده على اختلافهم كل طائفة بالتكلم بلفظ مخصوص عند ارادة معنى خاص انتهى والالهام ان يلقى الله فى نفس الانسان امرا يبعثه على فعل الشيء او تركه ـ ولا مانع منه كما ربما يلقى ذلك فى نفس الحيوانات كقوله تعالى (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) الخ سورة النحل ، آية ٦٨ ، الهم اوحى اليه ولقنه اياه كذا فى المنجد فترى الفأرة تفر من الهرة ولا تفر من الشاة.

(٥) هذه هى الناحية الثانية قال فى الاجود ، ج ١ ، ص ١٢ ، ومما يؤكد المطلب انا لو فرضنا جماعة أرادوا إحداث الفاظ جديدة بقدر الفاظ اى لغة لما قدروا عليه فما ظنك بشخص واحد مضافا الى كثرة المعانى التى يتعذر تصورها من شخص او اشخاص متعددة.

اسم الکتاب : نماذج الأصول في شرح مقالات الأصول المؤلف : المدرّسي اليزدي، السيد عباس    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست