هاتان الآيتان المباركتان،
من سورة آل عمران، تبدءان بالحديث مع المؤمنين حول المسارعةِ الى أسباب المغفرة.
فإن مغفرة الله سبحانه وتعالى هي من شؤونه عز وجل، وهي ليست بأيدينا حتى نسرع
إليها وليست موجودةً مثلاً في مكان كالكعبة حتى نذهب إليها، وإنما نسارع الى
الأسباب التي تنتهي بنا الى مغفرة الله عز و جل.
وكذلك الحال في مسارعة
الإنسان إلى ما ينتهي به الى جنة عرضها السماوات والأرض. قد أعدت للمتقين. ومعنى
أُعدت: كما يراه قسمٌ من المفسرين، بل لعل الأكثر منهم والمتكلمين؛ أن تلك الجنة
حاضرةٌ وموجودة بالفعل الآن، لا أنها ستخلق يوم القيامة. ولكننا لا نراها لأن
أجهزة إدراكنا قد أعدت بنحو تتخاطب مع