responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمراض الأخلاقية المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 252

الامام بمعادلة بسيطة وهي أن من يترك التوجيه الالهي الديني الذي يجعل كثير الشك لا أثر لشكه ولا يجوز له أن يعتني به، وبدلا من ذلك يلتزم بتسويل الشيطان وتشكيك إبليس ويعيد الوضوء بأمر عدو الله ويعيد الصلاة كذلك بأمر عدو الله.. فإنه حينئذ لا يطيع الله وإنما يطيع الشيطان!

وأعطاه ميزانًا لكل من هو مبتلى بهذا الداء: (سَلْهُ، هَذَا الَّذِي يَأْتِي لَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) أي: اسأله، هذا الذي يقول له: أعد الوضوء، فوضوؤك باطل، إنك لم تغسل اليد اليمنى، أو اليسرى، وأن الماء لم يصل إلى كل العضو.. من أين يأتيه؟ هل هو وحي ينزل عليه؟ سيقول لك: هو من عمل الشيطان!! إن الله قال له: اغسل يدك مرة واحدة وللاستحباب مرتين ولا يجوز أكثر من ذلك فإذا قال له الشيطان اغسلها خمس مرات! وغسل مرات خمس.. فهل أطاع الله هنا أو أطاع الشيطان؟

كثرة الشك في الأمور العبادية:

قد سبق أن ذكرنا أن الدين لا يعطي الشك قيمة إيجابية، وإنما يعطي لليقين القيمة المهمة، لا سيما في أمور العقائد والايمان، فإن آيات القرآن الكريم تشير إلى اليقين وأصحابه بعين الاجلال والاحترام،[1]وفي مقابل ذلك تنعت أهل الشك في عقائد الايمان بمن في قلوبهم مرض تارة، وزيغ أخرى وتشير إليهم اشارات ناقدة.



[1] آيات تشير إلى احترام اليقين والمستيقنين ذكر بعضهم أن لفظة اليقين وردت في القرآن الكريم ثلاث وعشرين مرة بصِيغ مختلفة، منها (هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٢٠ الجاثية﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤ السجدة﴾، (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥ الأنعام﴾

وفي الروايات ما عن رسول الله 6: ألَا إنّ النّاسَ لَم يُؤتَوا في الدُّنيا شَيئاً خَيراً مِن اليَقين والعافِيَة فاسألُوهُما اللهَ.

اسم الکتاب : الأمراض الأخلاقية المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست