اسم الکتاب : مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 237
قال: كنت خادم رسول اللّه 6 فلمّا كانت ليلة أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، أتيت رسول اللّه 6 بوضوء[1] فقال لي:
«يا أنس بن مالك، يدخل عليك من هذا الباب السّاعة أمير المؤمنين و سيّد الوصيين،
أقدم النّاس سلما، و أكثرهم علما، و أعظمهم حلما» فقلت: اللّهم اجعله من قومي،
قال: فلم ألبث أن دخل عليّ بن أبي طالب 7 من الباب و رسول اللّه 6 يتوضّأ، فردّ رسول اللّه 6
الماء على وجه أمير المؤمنين 7 حتّى امتلأت عيناه منه، فقال علي 7: «يا رسول اللّه أ حدث في حدث» فقال النّبيّ 6
«ما حدث فيك إلّا خيرا، أنت منّي و أنا منك، تؤدّي عنّي و تفي بذمّتي، و تغسلني و
تواريني في لحدي، و تسمع النّاس عنّي، و تبيّن لهم من بعدي» فقال عليّ 7: «يا رسول اللّه أ و ما بلّغت؟» قال: «بلى و لكن تبيّن لهم ما يختلفون فيه
من بعدي».
أخبرني أبو الجيش
المظفّر بن محمّد البلخي، عن أحمد بن أبي الثّلج، قال: حدّثني جدّي، قال: حدثنا
عبد الله بن داهر، قال: حدّثني أبي داهر بن يحيى الأحمري المقرىء، عن الأعمش، عن
عباية الأسدي، عن ابن عبّاس، أنّ النّبي 6 قال
لأمّ سلمة: «اسمعي و اشهدي هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين».
و بهذا الأسناد، عن
محمّد بن أبي الثّلج، قال: حدّثني جدّي، قال:
حدّثنا عبد السّلام بن
صالح، قال: حدّثني يحيى بن اليمان، قال: حدّثنا سفيان الثّوري، عن أبي الجحّاف، عن
معاوية بن ثعلبة، قال: قيل لأبي ذرّ رضي اللّه عنه: أوص قال: قد أوصيت، قيل: إلى
من؟ قال: إلى أمير المؤمنين، قيل إلى عثمان؟ قال: لا و لكن أمير المؤمنين حقّا
عليّ بن أبي طالب 7 أنّه لزرّ الأرض، و ربّيّ هذه الأمّة، لو فقدتموه
لأنكرتم الأرض و من عليها.
و حديث[2] بريدة بن
الخضيب الأسلمي، و هو مشهور معروف بين
[1] قال الأخفش: الوضوء بالفتح هو الماء، و بالضم
هو.