اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 30
نُكراً، فالوجه فيه: إنّ طبعك قد اعتاد
المشهورات، و انقاد المسلّمات، و استصعب عليه الإمعان في البرهان، و تحصيل الإيمان
بالإيقان؛ و لا سيّما إذا أدّى ذلك إلى مخالفة ما رسخ فيه على طول الزّمان. و لو
أنّك أخرجت رقبتك عن رِبْقَة[1] الاعتياد،
و فككت جِيْدك[2] من قلادة
التّقليد و القياد لصار ما رأيتَه نُكراً عُرفاً، و ما حسبتَه صعباً ذلولًا.
«فمن
يك ذا فم مُرٍّ مريض
يجد
مُرّاً به الماء الزّلالا»
و بعد؛ فإنّي أنبأتك[3] أوّلًا:
أنّ هذه الرّسالة ليست إلى «ما سَمِعْنائيّين»[4]
و لا إلى «إنّا وجدنائيّين»، و قد أعذر من أنذر.
و أمّا قولك: إنّي خالفتُ طائفة من مشاهير الفقهاء؛
ففيه: أنّ أوّل من فعل ذلك، أولئك؛ فإنّهم خالفوا طريقة القدماء
الأخباريّين، و غيّروا سنّة أجلّة الفقهاء المعتبرين، وعدلوا من الأخبار إلى
الأصول، و ارتكبوا الفضول؛ و نحن نريد إحياء تلك الطّريقة القويمة، و تجديد تلك
السّنّة القديمة؛ لأنّها الحقّ الّذي لا ريب فيه، و المتيقّن الّذي لا شبهة
تعتريه؛ و الحقّ أحقّ أن يتّبع، و أحرى أن يستتبع.
على، أنّ القدماء أجلّ شأناً، و أرفع مكاناً، و إلى الأئمّة أقرب
زماناً من
[4] - إشارة الى قول من قال:« ما سَمِعْنا بِهذا فِي
آبائِنَا الْأَوَّلِينَ»، و لا قول من قال:« إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا
عَلى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ»( كذا فى هامش نسخة« ساء»)؛
كما صرّح به المصنّف في مقدّمة هذه الرّسالة.
اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 30