اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 26
رسوله 6»؟![1] و هلّا سوّغوا أنّ في إبهام بعض
الأحكام حِكَماً و مصالحَ، مع أنّ من تلك الحِكَم ما يمكن أن يتعرّف، و لعلّ ما لا
يعرف منها يكون أكثر؟!
على، أنّ الاجتهاد لا يغني عن ذلك لبقاء الشّبهات بعده إن لمتزد به،
كلّا! بل زادت و زادت. أ حسبوا أنّهم خلصوا منها باجتهادهم؟ كلّا! بل أمعنوا فيها
بازديادهم. أ زعموا أنّهم هدوا بالتّظنّي إلى التّثنّي؟ كلّا! بل التّثليث باقٍ، و
ما لهم منه من واقٍ.
أ و لم يدبّروا قول اللَّه عزّوجلّ:
«فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ
ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ
إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»[2]؟!
أما طنّ[3] آذانهم أنّ
المراد بالرّاسخين في العلم، الأئمّة :؟!
لا، هم أغفلوا عن الأحاديث المعصوميّة[4]
المتضمّنة لكيفيّة طريق التّرجيح بين الرّوايات عند تعارضها و إثبات التّخيير في
العمل عند عدم جريانه، و أنّه يؤخذ بخبر الأوثق، و ما للقرآن أوفق، أو عن أداء
المخالفين أبعد و أسحق، ثمّ التّخيير؛ فإنّ كلّها حقّ. أ و ما بلغهم و بلغك:
«بأيّما أخذت من باب التّسليم وسعك»[5]، أو خفي
عليهم أنّ قول[6] المعصوم
إنّما يعرف بالحديث المسموع منه