اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 109
بإيجاب الشّريعة، مختلفون في الرّوايات
الّتي وسائطها رجال، مختلفون في المعاني[1]؛
لأنّ النّبيّ 6[2]
كان من معجزته و فضيلته أنّه كان يخاطب كلّ قوم بما يفهمون عنه بحسب ما هم عليه
[من حيث هم]، و بحسب ما يتصوّره [في نفوسهم و تدركه] عقولهم، فلذلك اختلف
الرّوايات، و كثرت الدّيانات، و اختلفوا في خليفة الرّسول 6، و كان ذلك من أكبر أسباب الخلاف في الأمّة إلى حيث انتهينا.
و أيضاً فإنّ أصحاب الجدل و المناظرة و من يطلب المنافسة و الرّياسة
اخترعوا من نفوسهم في الدّيانات و الشّرايع أشياء كثيرة لم يأت بها الرّسول 6 و لا أقرّ بها، و ابتدعوها و قالوا لعوام النّاس: هذه سنّة
الرّسول 6 [وسيرته]، و حسّنوا ذلك لأنفسهم حتّى ظنّوا
بهم أنّ للّذي قد ابتدعوه حقيقةً قد أمر بها الرّسول 6[3] وأحدثوا في الأحكام و القضايا
أشياء كثيرة بآراءهم و عقولهم، و ضلّوا بذلك عن كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم 6 و استكبروا عن أهل الذّكر الّذين بينهم، و قد أُمِروا أن يسألوهم عمّا
اشكل عليهم فظنّوا لسخافة عقولهم أنّ اللَّه سبحانه [قد] ترك أمر الشّريعة و فرايض
الدّيانات ناقصة حتّى يحتاجوا إلى أن يتمّوها بآراءهم الفاسدة، و قياساتهم
الكاذبه، و اجتهادهم الباطل، و ما يخرصوه، وما يخترعوه [و يبتدعوه] من أنفسهم.
و كيف يكون ذلك؟! و هو يقول سبحانه:
«ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ
[1] - المصدر: مختلفون في الرّوايات الّتي أخذوها منه،
فرواها كلّ من أخذ بلسانه.