اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 100
أصحابنا الفقهاء، و قد روى عن أبي جعفر
الثّاني 7 و قيل: عن الرّضا 7 أيضاً، و قد صنّف مأئة و ثمانين
كتاباً،[1] و ترحّم
[عليه] أبومحمّد 7 مرّتين أوثلاثاً ولاءً وقال 7 بعد أن رأى
تصنيفه، و نظر فيه، و ترحّم عليه: «أغبط أهل خراسان بمكان فضل بن شاذان».[2]
قال في كتابه المذكور، في القوم المتسمّين بالجماعة المنسوبين إلى السّنّة:
«إنّا وجدناهم يقولون: إنّ اللَّه تبارك وتعالى لم يبعث نبيّه 6 إلى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم و حلالهم و حرامهم و
دماءهم و مواريثهم و رقّهم و ساير أحكامهم، و أنّ رسول اللَّه 6 لم يكن يعرف ذلك، أو عرفه و لم يبيّنه لهم، و أنّ أصحابه من بعده و غيرهم من
التّابعين استنبطوا ذلك برأيهم، و أقاموا أحكاماً سمّوها سنّة، أجروا النّاس عليها
و منعوهم أن يجاوزوها إلى غيرها و هم فيها مختلفون؛ يحلّ فيها بعضهم ما يحرّمه
بعض، و يحرّمه بعضهم ما يحلّ بعض ....[3]
و قال في حقّ الشّيعة: إنّهم يقولون: إنّ اللَّه جلّ ثناؤه تعبّد
خلقه بالعمل بطاعته، و اجتناب معصيته على لسان نبيّه 6
فتبيّن لهم جميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم صغيراً و كبيراً، فبلّغهم إيّاه
خاصّاً و عامّاً، و لم يكلهم [فيه] إلى رأيهم، و لم يتركهم [في] عمىً و لا شبهة؛
علم ذلك مَن علمه، و جهل [ذلك] مَن جهله.
فأمّا ما أبلغهم عامّاً فهو ما الأمّة عليه من الوضوء، و الصّلاة، و
الخمس، و
[3] - المصدر:- و حلالهم و حرامهم ... ما يحلّ بعض.
عبارة الإيضاح هكذا:« و أنّه تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم، وتجهيل نبيّه 6 بأنّه لم يكن يعرف جميع الطّاعة من المعصيته، و لم يكمل لهم ما
أتاهم به، حتّى أكمله لهم في قولهم الصّحابة و التّابعون و مَن بعدهم ممّن
استنبطوا بآراءهم».
اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 100