و روي أن الحجاج[3] قال في
خطبته: أيها الناس، إنّ ما بقي من الدنيا أشبه مما مضى من الماء بالماء، و لو
أعطيت ما مضى من الدنيا بعمامتي هذه ما قبلته، فكيف آسى على ما بقي منها؟.
\*\*\* مثل ابن آدم عند الموت كمثل رجل له ثلاثة أخلّاء[4]:
و روي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم ضرب مثلا لابن آدم عند الموت،
كمثل رجل له ثلاثة أخلّاء، فلما حضره الموت قال لأحدهم: قد كنت لي خليلا مكرما و
مؤثرا، و قد حضرني من أمر الله تعالى ما ترى، فما ذا عندك؟ فيقول: هذا أمر اللّه
غلبني عليك، لا أستطيع أن أنفّس كربك، و لكن ها أنا بين يديك، فخذ مني زادا ينفعك.
[1] - الصاحب إسماعيل بن عباد أبو العباس الطالقاني،
وزير مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي، ثم أخوه فخر الدولة، و لقب بالصاحب لصحبته
مؤيد الدولة منذ صباه، غلب عليه الأدب، و له تصانيف جليلة، توفي سنة 385 ه. و
الواقع أن هذه الأبيات للشريف الرضي الموسوي العالم الأديب و الشاعر المجيد، توفي
سنة 406 ه، و ذكر ذلك في:( ديوان الشريف الرضى: 1/ 181)، و في وفيات الأعيان لابن
خلكان: 4/ 416).
[3] - الحجاج بن يوسف الثقفي: قائد و خطيب عربي، ولد في
الطائف، ولّاه عبد الملك بن مروان امرة جيشه، فقضى على عبد اللّه بن الزبير في
الحجاز، ثم قضى على ثورة ابن الأشعث بالعراق، و قد سمّاه البعض بالسفاك و السفاح،
مات سنة 95 ه.( الأعلام: 2/ 168).