التبر المسبوك في نصائح الملوك- لأبي حامد الغزالي» فاستهوى الكتاب طموحة، و لكنه مطبوع بطريقة بدائية و قديمة، سطوره متلاصقة، و فقراته متلاحقة، يصعب معها الاستفادة من مضمونه و فحواه، و قد رغب سموه الكريم في إعادة طباعة الكتاب و نشره بطريقة تتلاءم مع أهميته و قدره، فعهد إليّ بهذه المهمة، فاستجبت لرغبته بكل سرور، خاصة و أنّ الطّلب جاء وفق بغيتي، و يحقق ضالتي في البحث و التنقيب و التحقيق، فقمت أولا بتحقيق كتاب «التبر المسبوك في نصائح الملوك لأبي حامد الغزالي»، و أنهيت ذلك العمل في فترة قياسية، حيث كنت متفرّغا له في تلك الفترة من عام 1415 للهجرة، ثم بدأت العمل في شرح كتاب «سراج الملوك لأبي بكر الطرطوشي» و لكني واجهت صعوبات عدة في إتمامه بتلك السرعة المرجوّة، منها ما يتعلق بظروف خاصة بي، و منها ما يتعلق بحجم الكتاب و ضخامته، و الحرص على إخراجه بأفضل صورة و أتمّ هيئة، و أخيرا هيّأ اللّه تعالى لي العزم و الصبر و القوّة، و أنهيت العمل في هذا الكتاب و على هذه الصورة التي بين أيديكم، و التي أرجو اللّه تعالى أن تكون خالصة لوجهه الكريم، و أن يحقق بها النفع و الفائدة. إنه نعم المولى و نعم النصير.

\*\*\*