responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 427

و أنت زنيم نيط فى آل هاشم‌

كما نيط خلف الراكب القدح الفرد[1]

و قال غيره:

زنيم ليس يعرف من أبوه‌

بغىّ الأمّ ذو حسب لئيم‌

و قال أكثر النّقلة: هذا رجل إنما ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة، و عن هذا قال القدماء لا يكون نمّاما إلا و فى نسبه شي‌ء.

و سعى رجل إلى بلال بن أبى بردة[2] برجل- و كان أمير البصرة- فقال هل: انصرف حتى أكشف عنك، فكشف عنه فإذا هو لغير رشدة[3]- يعنى ولد زنا.

و قال أبو موسى الأشعرى: لا يبغى على الناس إلّا ولد بغيّ.

و قيل الزنيم: الذى له زنمة[4] فى عنقه يعرف بها، كما تعرف الشاة.

قال ابن عباس: لما وصفه اللّه تعالى بتلك الحال المذمومة لم يعرف حتى قيل زنيم فعرف، لأنه كانت له زنمة يعرف بها، كما تعرف الشاة بزنمتها.

و من ذلك: قول اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ [الحجرات: 6] نزلت فى الوليد بن عقبة بن أبى معيط[5] بعثه النبى صلى اللّه عليه و سلم إلى بنى المصطلق بعد الوقعة، و كان بينه و بينهم عداوة فى الجاهلية، فخرجوا يتلقونه تعظيما لأمر النبى صلى اللّه عليه و سلم، ففزع و رجع إلى‌


[1] - يهجو الشاعر حسان في هذا البيت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. و معنى:[ زنيم نيط في آل هاشم‌]: أي يدّعي أنه ينتسب لهم. و معنى‌[ القدح الفرد] هي عبارة تعني أنه مؤخر في الذّكر، لأن القدح يعلقه الراكب في آخر الرّحل. و في الحديث:[ لا تجعلوني كقدح الركب‌] أي لا تؤخروني في الذّكر.

[2] - بلال بن أبى بردة: عامر بن أبى موسى الأشعرى، أمير البصرة و قاضيها، كان راويا فصيحا أديبا، كان ثقة فى الحديث و لكن لم تحمد سيرته فى القضاء، عزله يوسف بن عمر الثقفى عن القضاء سنة 125 ه و حبسه و مات سجينا سنة 126 ه( الأعلام 2/ 72). و معنى سعى: وشى و نمّ.

[3] - الرّشدة و الرّشدة: صحة النسب.

[4] - الزّنمة: علامة، و هي عبارة عن لحمة متدلية في الحلق.

[5] - الوليد بن عقبة بن أبى معيط من فتيان قريس و شعرائهم، فيه ظرف و مجون و لهو، أسلم يوم فتح مكة، و أرسله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، على صدقات بنى المصطلق، ثم ولاه عمر صدقات بنى تغلب، و ولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبى وقاص، و شهد عليه جماعة عند عثمان بشرب الخمر، فعزله و حبسه و حدّه، مات بالرقة سنة 61 ه.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست