و قال أكثر النّقلة: هذا رجل إنما ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة، و
عن هذا قال القدماء لا يكون نمّاما إلا و فى نسبه شيء.
و سعى رجل إلى بلال بن أبى بردة[2]
برجل- و كان أمير البصرة- فقال هل: انصرف حتى أكشف عنك، فكشف عنه فإذا هو لغير
رشدة[3]- يعنى
ولد زنا.
و قال أبو موسى الأشعرى: لا يبغى على الناس إلّا ولد بغيّ.
و قيل الزنيم: الذى له زنمة[4]
فى عنقه يعرف بها، كما تعرف الشاة.
قال ابن عباس: لما وصفه اللّه تعالى بتلك الحال المذمومة لم يعرف حتى
قيل زنيم فعرف، لأنه كانت له زنمة يعرف بها، كما تعرف الشاة بزنمتها.
و من ذلك: قول اللّه تعالى: يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهالَةٍ [الحجرات: 6] نزلت فى الوليد بن عقبة بن
أبى معيط[5] بعثه
النبى صلى اللّه عليه و سلم إلى بنى المصطلق بعد الوقعة، و كان بينه و بينهم عداوة
فى الجاهلية، فخرجوا يتلقونه تعظيما لأمر النبى صلى اللّه عليه و سلم، ففزع و رجع
إلى
[1] - يهجو الشاعر حسان في هذا البيت أبا سفيان بن
الحارث بن عبد المطلب. و معنى:[ زنيم نيط في آل هاشم]: أي يدّعي أنه ينتسب لهم. و
معنى[ القدح الفرد] هي عبارة تعني أنه مؤخر في الذّكر، لأن القدح يعلقه الراكب في
آخر الرّحل. و في الحديث:[ لا تجعلوني كقدح الركب] أي لا تؤخروني في الذّكر.
[2] - بلال بن أبى بردة: عامر بن أبى موسى الأشعرى،
أمير البصرة و قاضيها، كان راويا فصيحا أديبا، كان ثقة فى الحديث و لكن لم تحمد
سيرته فى القضاء، عزله يوسف بن عمر الثقفى عن القضاء سنة 125 ه و حبسه و مات سجينا
سنة 126 ه( الأعلام 2/ 72). و معنى سعى: وشى و نمّ.
[4] - الزّنمة: علامة، و هي عبارة عن لحمة متدلية في
الحلق.
[5] - الوليد بن عقبة بن أبى معيط من فتيان قريس و
شعرائهم، فيه ظرف و مجون و لهو، أسلم يوم فتح مكة، و أرسله رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم، على صدقات بنى المصطلق، ثم ولاه عمر صدقات بنى تغلب، و ولاه عثمان
الكوفة بعد سعد بن أبى وقاص، و شهد عليه جماعة عند عثمان بشرب الخمر، فعزله و حبسه
و حدّه، مات بالرقة سنة 61 ه.
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 427