اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 425
قال اللّه تعالى:
أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِي
نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ[1]
[العنكبوت: 29]- و النادى: المجلس- و يلعبون بالحمام. و يرمون بالجلاهق[2]. و ضرب الدف، و شرب الخمور، و قص
اللحية و تطويل الشارب، و التصفيق و لبي الحمرة[3].
و تزيد عليهم هذه الأمة: باتيان النساء بعضهن بعضا.
و إنما حملهم على اتيان الرجال: أنّهم كانت لهم ثمار كثيرة فى
منازلهم و حوائطهم، فأصابهم قحط و قلة من الثمار، فقالوا: بأى شيء نمنع ثمارنا
حتى لا يطرقها أحد من الناس؟ فاصطلحوا على أن من وجدوه فيها نكحوه و غرموه أربعة
دراهم، ففعلوا و ما سبقهم بها أحد من العالمين.
قال ابن عباس: فكان بدء الفاحشة فيهم أنّهم همّوا بذلك، فجاءهم إبليس
فى هيئة صبى، أجمل شيء رآه الناس، فنكحوه و تجرءوا على ذلك.
و روى أنّ أنوشروان كان له معلّم حسن التأديب، فعلّمه حتى فاق فى العلوم،
فضربه المعلم يوما من غير ذنب فأوجعه، فحقد أنوشروان عليه، فلما ولى الملك قال له:
ما حملك على ما صنعت من ضربى يوم كذا و كذا ظلما؟
قال: لما رأيتك ترغب فى العلم، رجوت لك الملك بعد أبيك، فأحببت أن
أذيقك طعم الظلم، لئلا تظلم فقال أنوشروان: زه[5].
[1] - و قد ذكر القرطبى فى معرض تفسيره لهذه الآية جملة
من اخلاق قوم لوط نقلها عن مجاهد و مكحول و ابن عباس حيث قال: إن قوم لوط كانت لهم
ذنوب عشرة.
[2] - الجلاهق: جسم صغير كروى من طين أو رصاص يرمى به،
و قيل هو القوس التى يرمى بها البندقة( فارسية).
[3] - لبس الحمرة: قال العلماء إن كراهة الحمرة من
اللباس منصرف إلى ما صبغ من الثياب بعد النسج للزينة.
[4] - أبو العتاهية: إسماعيل بن القاسم، الشاعر المعروف
سبقت ترجمته.
[5] - زه. أى أحسنت، و تستعمل هذه الكلمة للاستحسان و
التهكم.
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 425