اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 370
فذهب بها الغلام إليه و قال: يقول لك أمير
المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك قال: وصله الله و رحمه، ثم قال: تعالى يا جارية،
اذهبى بهذه السبعة إلى فلان، و بهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.
و رجع الغلام إلى عمر فأخبره و وجده قد أعد مثلها لمعاذ[1] فقال له:
أذهب بهذه إلى معاذ بن جبل، و تلكأ فى البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع
فيها.
فذهب بها إليه و قال: إن أمير المؤمنين يقول لك: اجعل هذه فى بعض
حاجتك.
فقال: (رحمه الله و أوصله) ثم قال: يا جارية، اذهبى إلى فلان بكذا، و
إلى فلان بكذا، فقالت امرأة معاذ: و نحن و الله مساكين فأعطنا، و لم يبقى فى
الخرقة إلا ديناران، فرمى بهما إليها.
فرجع الغلام فأخبر بذلك عمر، فقال عمر: إنهم إخوة بعضهم من بعض.
[1] - معاذ بن جبل: صحابى جليل و أعلم الأمة بالحلال و
الحرام، أرسله الرسول صلى اللّه عليه و سلم قاضيا و مرشدا إلى اليمن، اشترك فى
فتوحات الشام، و لما أصيب أبو عبيدة فى طاعون عمواس استخلف معاذا و أمّره عمر و
مات فى ذلك العام سنة 18 ه.( الأعلام 7/ 258).
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 370