اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 345
و لما أفضى الأمر إلى أبى جعفر المنصور،
أنفذ جيشا و قال لقوّاده: سيروا بمثل هذه السيرة، ثم قال: صدق الأعرابى؛ (أجع كلبك
يتبعك) فقام أبو العباس الطوسى[1]، فقال:
يا أمير المؤمنين؛ أخشى أن يلوّح له غيرك برغيف، فيتبعه و يدعك.
و يروى: أن كسرى صنع طعاما فى سماط[2]،
فلما فرغوا و رفعت الآلات، وقعت عينه على رجل من أصحابه، قد أخذ جاما[3] له قيمة كبيرة، فسكت عنه، و جعل
الخدم يرفعون الآلات، فلم يجدوا الجام، فسمعهم كسرى يتكلمون، فقال: ما لكم؟
فقالوا: فقدنا جاما من الجامات، فقال: لا عليكم، أخذه من لا يرده، و رآه من لا
يفضحه، فلما كان بعد أيام، دخل الرجل على كسرى، و عليه حلية جميلة، و حال مستجدة،
فقال له كسرى: هذا من ذاك؟
قال: نعم، و لم يقل له شيئا.
و سئل عمرو بن معاذ- و كان على الصوائف[4]-:
بم قدرت على جيوش الصائفة؟ و كان يغزو فى كل سنة، و يجر الجيوش إلى بلاد الروم،
فقال:
و روى: أن بعض أمراء العرب، كان ظالما لرعيّته، شديد الأذى لهم فى
أموالهم، فعوتب فى ذلك، فقال: (أجع الكلب يتبعك) فوثبوا عليه فقتلوه، فمر بعض
الحكماء، فقال: (ربما أكل الكلب صاحبه إذا لم يشبعه).
[1] - أبو العباس الطوسي: كان قائد حرس أبي جعفر
المنصور في الكوفة بعد موت قائد حرسه المشهور عيسى بن مهنيك.