responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 343

و قال ساميد- أحد حكماء الفرس-: أربعة أشياء ينبغى أن تفسر للفهيم كما تفسّر للبليد، و لا يتّكل فيها على ذكاء أحد: تأويل الدّين، و أخلاط الأدوية، و صفة الطريق المخوف، و الرأى فى السلطان.

و اعلم: أن السلطان إذا انقطع منك فى الآخر نسى الأول، فأرحامهم مقطوعة، و حبالهم مصرومة[1]، إلا من رضوا عنه فى وقتهم و ساعتهم، و إذا رأيت من الوالى خلالا[2] لا تنبغى، فلا تكابده‌[3] على ردّها، فإنها رياضة صعبة، لكن أحسن مساعدته على أحسن رأيه، فإذا استحكمت منه ناحية من الصواب، كان ذلك الصواب، هو الذى يبصّره الخطايا اللطيفة أكثر من تبصيرك.

و اجعل العدل من حكمتك، فإن العدل يدعو بعضه إلى بعض، فإذا تمكّن اقتلع الخطأ.

و لا تطلب ما قبل الوالى بالمسألة، و لا تستبطئه و إن أبطأ، و لكن أطلب ما قبله بالاستحقاق و الاستيناء[4]، فإنّك إذا استحققته أتاك من غير طلب، و إذا لم تستبطئه كان أعجل له.

و قال يحيى بن خالد[5]: إذا صحبت السلطان، فداره مداراة المرأة العاقلة القبيحة للزوج الأحمق المبغض.

و قال يحيى بن خالد لبعض إخوانه: تنكر لى هارون الرشيد، فقال له: أرض بقليله من كثيره، و إياك أن تسخط فيكون أسخط منك.


[1] - انصرم الحبل: انقطع.

[2] - الخلال: الصفات أو الخصال.

[3] - كابد الأمر: قاسى شدته.

[4] - الاستيناء: من التأنّي.

[5] - يحيى بن خالد البرمكى: مؤدب هارون الرشيد و وزيره و سبقت ترجمته.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست