اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 140
فإن قيل: فما معنى قول يوسف علية السلام: اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
[يوسف: 55].
قلت: يستفاد من الآية: أنّ من حصل[1]
بين يدى ملك لا يعرف قدره، أو أمّة لا تعرف فضله، فخاف على نفسه، أو أرادا إبراز
فضله، جاز له ان ينبّههم على مكانه و ما يحسنه، دفعا للشرّ عن نفسه، أو إظهارا
لفضله، فيجعل فى مكانه. و فيه فائدة أخرى: و هي أنه إذا رأى الأمور فى يد الخونه و
اللصوص، و من لا يؤدّى الأمانة، و يعلم من نفسه أداء الأمانة مع الكفاية، جاز له
أن ينبّه السلطان على أمانته و كفايته، و لهذا قال بعض العلماء من اصحاب الشافعى[2]: من كمل فى الإجتهاد و شروط القضاء[3]، جاز له أن ينبّه السلطان على
مكانه، و يخطب خطبة القضاء. و قال بعضهم: بل يجب ذلك عليه إذا كان الأمر فى يدي من
لا يقوم به.
[2] - محمد بن ادريس الشافعى أبو عبد الله: أحد الأئمة
الأربعة الأعلام، و صاحب المذهب المتبع فى كثير من بلاد المسلمين، ولد فى غزة، و
نشأ فى مكة و المدينة، و قدم بغداد مرتين، و خرج إلى مصر و توفى سنة 204 ه(
الأعلام ج 6 ص 26).
[3] - فى( خ): من كملت فيه آلات الاجتهاد و شروط
القضاء.
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 140