اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 132
و روي أنّ النبى صلى اللّه عليه و سلم قال:
«ليودنّ أقوام يوم القيامة لو وقعوا من الثّريّا و لم يكونوا أمراء على شيء»[1] و كم من متخوّل[2]
فى مال الله و مال رسوله، له النار غدا.
و فى الحديث أن النبى صلى اللّه عليه و سلم قال: (صنفان من أمّتى لا
تنالهما شفاعتى يوم القيامة: إمام ظالم غشوم، و غال فى الدين مارق منه)[3].
و قال أبو هريرة رضى الله عنه: (ما من أمير يؤمّر على عشرة إلا جيء
به يوم القيامة مغلولا نجّاه عمله أو أهلكه)[4].
و قال طاوس[5] لسليمان
بن عبد الملك: هل تدرى يا أمير المؤمنين من أشد الناس عذابا يوم القيامة؟ فقال
سليمان: لا أدرى، قال طاوس: «أشد الناس عذابا يوم القيامة من أشركه الله فى ملكه
فجار فى حكمه». فاستلقى سليمان على سريره و هو يبكى، و ما زال يبكى حتى قام عنه
جلساؤه.
و قال: حذيفة بن اليمان[6]:
من اقتراب الساعة أن يكون أمراء فجرة، و قرّاء كذبة، و أمناء خونة، و علماء فسقة،
و عرفاء ظلمة.
و قال عبيد بن عمير[7]: (ما
ازداد رجل من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا، و لا كثر اتباعه إلا كثر
شيطانه، و لا كثر ما لله إلا كثر حسابه).
[1] - رواه الإمام أحمد فى مسنده( 2/ 352)، عن أبى
هريرة بلفظ( ليتمنينّ أقوام يوم القيامة إنهم خرّوا من الثريا و إنهم لم يلوا
شيئا)، و رواه الحاكم فى المستدرك، عن أبى هريرة بلفظ( ليودن رجل أنه خرّ من
الثريا و أنه لم يل من أمر المسلمين شيئا).( الجامع الصغير للسيوطى رقم 7548/
7741).
[3] - رواه الطبرانى عن أبى أمامة، و الحديث ضعيف، و
معنى الغال: الذى يخون فى المغنم فيسرق من الغنيمة قبل القسمة.( الجامع الصغيرة 2/
46 رقم 5043).
[4] - أخرجه البيهقى فى السنن بلفظ« ما من أمير عشرة
إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور» عن أبى هريرة، و
الحديث حسن.( الجامع الصغيرة للسيوطى ج 2 ص 149 رقم 8006). و معنى يوبقه الجور: أى
يهلكه الظلم.
[5] - طاوس: هو طاوس بن كيسان الخولانى الهمدانى أبو
عبد الرحمن، من أكابر التابعين تفقها فى الدين و رواية للحديث و تقشفا فى العيش و
جرأة على وعظ الخلفاء و الملوك. توفى سنة 106 ه.
( الأعلام 3/ 224).
[6] - حذيفة بن اليمان: صحابى من الولاة الشجعان
الفاتحين، توفى سنة 36 ه سبقت ترجمته.
[7] - عبيد بن عمير: أبو عاصم المكى، من الرواة الثقات،
مجمع على ثقته فى رواية الحديث، ولد على عهد النبى( صلى اللّه عليه و سلم)، و مات
قبل ابن عمر( تهذيب التهذيب 1/ 645).
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 132