و أجرى إذا شئت السفائن في الثرى
و في البحر لو أبغي المطي تسارع
و أن طباق العرش تحت قوائم
و رجلي على الكرسي ثمة رافع
و بيتي بسقف العرش حاشاي ليس لي
مكان و من فيضي خلقن المواضع
و سدرة أوج المنتهى لي موطىء
و غاية غايات الكمال مصارع
و كل معاش الخلق تجريه راحتي
لراحتهم جودا و لست أصانع
و في كل جزء من تراكيب هيكلي
لو سعى و الكرسي و العرش ضائع
فلا فلك إلا و تحويه قدرتي
و لا ملك إلا لحكمي طائع
و أمحو لما قد كان في اللوح ثابتا
فتثبت إذ وقعت ثم وقائع
و إني على هذا عن الكل فارغ
و ليس به لي همة و تنازع
و وصفي حقّا فوق ما قد وصفته
و حاشاي من حصر و لا لي قاطع
و إني على مقدار فهمك واضع
و إلا فلي من بعد ذاك بدائع
و ثم أمور ليس يمكن كشفها
بها قلدتني عقدهن شرائع
قفوت بها آثار أحمد تابعا
فأعجب بمتبوع و ها هو تابع
بنى له فوق المكانة رتبة
و من عينه للناهلين منابع
عليه سلام اللّه مني و إنما
سلامي على نفسي النفيسة واقع
و من النظم المنسوب إليه رضي اللّه عنه و نفعنا به
على الأولياء ألقيت سري و برهاني
فهاموا به في سر سري و إعلاني
فأسكرهم كأسي فهاموا بخمرتي
سكارى حيارى من وجودي و عرفاني
أنا كنت قبل القبل قطبا مبجلا
تطوف بي الأكوان و الرب أسماني
خرقت جميع الحجب حتى وصلته
مقاما به قد كان جدي له داني
و قد كشف الأستا عن نور وجهه
و من خمرة التوحيد بالكأس أسقاني
نظرت إلى المحفوظ و العرش نظرة
فلاحت لي الأنوار و الرب أعطاني
أنا قطب أقطاب الوجود بأسرها
أنا بازهم و الكل يدعى بغلماني
و لو أنني ألقيت سري لدجلة
لغارت و راح الماء في سر إعلاني
و لو أنني ألقيت سري إلى لظى
لأخمدت النيران من عظم سلطاني
و لو أنني لقيت سري لميت
لقام بإذن اللّه في الحال ناداني