responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار المؤلف : الجيلاني، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 16

[العاديات: الآيتان 9، 10]، و كما قال اللّه تعالى: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ... [الإسراء: الآية 13].

الفصل الثّالث في بيان حوانيت الأرواح في الأجساد

فحانوت الرّوح الجسمانيّ البدن مع الجوارح الظّاهرة، و متاعه الشّريعة، و معاملته العمل بالمفروضات الّتي أمر اللّه تعالى بها من الأحكام الظّاهرة بغير شركة كما قال اللّه تعالى: ... وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف: الآية 110]، و كما قال رسول اللّه 6: «إنّ اللّه طيّب لا يقبل إلّا الطّيّب»[1]. و كما قال رسول اللّه 6: «إنّ اللّه وتر يحبّ الوتر»[2] و المراد منه العمل بلا رياء و لا سمعة.

و ريحه في الدّنيا الولاية و المكاشفة و المشاهدة في عالم الملك من تحت الثّرى إلى السّماء، و مثله الكرامة الكونيّة من المراتب الرّهبانيّة كالمشي على الماء، و الطّيران في الهواء، و طيّ المكان، و السّمع من البعيد، و الرّؤية في سرّ البدن، و نحو ذلك.

و أمّا ربحه في الآخرة فهو الجنّة و الحور و القصور و الغلمان و الشّراب و سائر النّعم و مسكنه في الجنّة الأولى و هي جنة المأوى.

و حانوت الرّوح الرّوانيّ القلب، و متاعه علم الطّريقة، و معاملته اشتغاله بالأسماء الأربعة الأولى من أصول الأسماء الاثني عشر كما قال اللّه تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌ فَادْعُوهُ بِها ... [الأعراف: الآية 180]. و هذه إشارة إلى أنّ الأسماء محل الشّغل و هو علم الباطن، و المعرفة نتيجة أسماء التّوحيد كما قال رسول اللّه 6: «إنّ للّه تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة»[3].

و المراد من الإحصاء أن يكون منعوتا بها، و متخلّقا بأخلاقها، و هذه الأسماء الاثني عشر أصول أسماء اللّه تعالى على عدد حروف لا إله إلا اللّه، فحروف هذه الكلمة اثنا عشر حرفا، فأثبت اللّه تعالى في أطوار القلوب لكلّ حرف اسما واحدا، و لكلّ عالم ثلاثة أسماء فيثبّت اللّه تعالى بها قلوب المحسنين كما قال اللّه تعالى:


[1] - رواه مسلم( 2/ 703).

[2] - رواه مسلم( 4/ 2062).

[3] - رواه البخاري( 2/ 981)،( 6/ 2691)، و مسلم( 4/ 2062).

اسم الکتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار المؤلف : الجيلاني، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست