وَ هَذِهِ سُنَّةُ الْعُشّاقِ ما عَلِقوا
بِشادِنٍ فَخَلا عُضْوٌ مِنَ الالَمِ (9)
يا لائِمًا لامَنى فى حُبِّهِمْ سَفَهًا
كُفَّ الْمَلامَ فَلَوْ أحْبَبْتَ لَمْ تَلُمِ (10)
وَ حُرْمَةِ الْوَصْلِ وَ الْوِدِّ الْعَتيقِ وَ بِالْ
عَهْدِ الْوَثيقِ وَ ما قَدْ كانَ فى الْقِدَمِ (11)
ما حُلْتُ عَنْهُمْ بِسُلْوانٍ وَ لا بَدَلٍ
لَيْسَ التَّبَدُّلُ وَ السُّلْوانُ مِنْ شِيَمى (12)
رُدّوا الرُّقادَ لِجَفْنى عَلَّ طَيْفَكُمُ
بِمَضْجَعى زآئِرٌ فى غَفْلَةِ الْحُلُمِ (13)
ءَاهًا لِايّامِنا بِالْخَيْفِ لَوْ بَقِيَتْ
عَشْرًا وَ واهًا عَلَيْها كَيْفَ لَمْ تَدُمِ (14)
هَيْهاتَ وا أسَفِى لَوْ كانَ يَنْفَعُنى
أوْ كانَ يُجْدى عَلَى ما فاتَ وا نَدَمى (15)
عَنّى إلَيْكُمْ ظِبآءَ الْمُنْحَنَى كَرَمًا
عَهِدْتُ طَرْفِىَ لَمْ يَنْظُرْ لِغَيْرِهِمِ (16)
طَوْعًا لِقاضٍ أتَى فى حُكْمِهِ عَجَبًا
أفْتَى بِسَفْكِ دَمى فى الْحِلِّ وَ الْحَرَمِ (17)
أصَمَّ لَمْ يَسْمَعِ الشَّكْوَى وَ أبْكَمَ لَمْ
يُحْرِ جَوابًا وَ عَنْ حالِ الْمَشوقِ عَمِى (18) [1]
اين ابيات از عارف شهير و راهرو خبير مطّلع بر رموز و اشارات و عالم به
______________________________ [1] «ديوان ابن فارِض مصرىّ» طبع بيروت (سنه 1384) ص 128 و 129