في اليوم التالي- عندما اقترب موعد العمل-
أحسستُ بالضعف شيئاً فشيئاً، و اعترتني حمّى شديدة ألزمتني الفراش و أحضروا لي
الطبيب، ممّا أدّى إلى إعفائي من المهمّة التي كلّفت بها في ذلك اليوم. و ما إن
خرج الرجل الذي أرسله رئيس القطار إلَيّ، و تأكّد من مرضي، إذا بالحمّى تزول عنّي،
و عادت حالتي إلى طبيعتها، و أحسست بالراحة مجدّداً. حينها أدركت أنه لابدّ من
وجود سرّ في ذلك. فنهضت ثمّ ذهبت إلى منزل ذلك السيّد، و ما إن جلست عنده بدأ يلقي
علَيّ دورة من الاصول الاعتقاديّة بالأدلّة و البراهين، بحيث أصبحت مؤمناً. ثمّ
كلّفني بعدّة امور، و أمرني بالمجيء إليه في اليوم التالي. ترددتُ عليه عدّة
أيّام، و كنت- كلما جئت إليه- أسمع منه أخباري و الحوادث التي وقعت في أيّامي
الماضية دون زيادة أو نقيصة، و لم يكن مطّلعاً عليها أحد غيري، و حتّى نيّاتي التي
عزمت عليها و لم أخبر بها أحداً.
و مرّت الأيّام فاضطررت ذات ليلة أن أشترك في سهرة للأصدقاء، جرّتني
إلى طاولة القمار. في اليوم التالي، عندما دخلت عليه، قال لي على الفور: الم تستح
و تخجل من ارتكاب هذه المعصية الكبيرة، فبدأت دموع الندم تنهمر من عينيّ، و قلت
له: لقد أخطأتُ، و أنا أتوب الآن. فقال: ينبغي أن تغتسل غسل