ففي ذلك الوقت خطر ببالي أنَّ المراد من
ابتلاءات النبيّ إدريس 7 هي تلك الصدمات و المشاكل في أيّام الطفولة، و
المقصود أنه إذا توسّل الإنسان بصدق في مسألة الهداية و استعان بربّه، سوف يُعينه
و يساعده جزماً، و في تلك الحال يكون الإستمداد من الآيات القرآنيّة موافقاً لواقع
العبد و مؤثّراً فيه و نافعاً له، قال الله تبارك و تعالى:
و يكون أيضاً للأوراد المعروفة مثل: يَا فَتَّاحُ، يَا دَلِيلَ
المتَحَيِّرِينَ، و أمثالها تأثير عظيم، و لا يحصل هذا إلّا بأدائها بالقلب
الولهان و الحضور و التوجّه الكافيين.
قصّة الشابّ المريد قلبيّاً للهداية
نقل لي أحد أصدقائي بأنه تشرّف ذات مرّة بزيارة العتبات المقدّسة في
كربلاء، و قال: «انطلقت بنا السيّارة من إيران و إلى جانبي كان يجلس شابّ حليق
الذقن تبدو عليه السمنة، و لهذا لم يجر بيننا أي حديث، و أثناء الطريق إذا بصوته
يرتفع فجأة بالبكاء و النحيب، ممّا أثار دهشتي، فسألته عن سبب بكائه، فقال لي:
إنني إذا لم اخبرك فلمن أقول. أنا مهندس مدنيّ، و قد رُبّيت