إلى ذات الإنسان، كقوله تعالى: إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ[1]،
أو صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ[2] كذلك
اعتبر أنَّ الإخلاص و الخلوص يستند إلى العمل أحياناً و قد نسبه إليه، و أحياناً
يستند إلى الذات. و بديهيّ أنَّ تَحَقُّقَ الإخلاص في مرتبة الذات متوقّف على
الإخلاص في مرتبة العمل أي أنَّ الذي لم يُخلِص في أعماله و أفعاله و أقواله و في
سكناته لن يصل إلى مرحلة الإخلاص الذاتيّ؛ قال عزّ من قائل:
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ[3]،
بإرجاعه الضمير المستتر الفاعل في «يرفع» إلى «العمل الصالح» إذ يصبح المعنى
«العَمَلُ الصَّالح يَرْفَعُ الكَلم الطَّيِّبَ». و اعلم أنَّ الذي يصل إلى مرحلة
الخلوص الذاتيّ و ينال هذا الفيض العظيم، سوف تكون له آثار و خصائص ليست من نصيب
الآخرين، منها:
آثار و خصوصيّات مقام الإخلاص
الأوّل: ما نصّت عليه بعض الآيات من عدم تسلّط الشيطان عليه، كقوله
تعالى: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبادَكَ
مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[4]، و ممّا لا ريب فيه أنَّ هذا الاستثناء للمخلصين