و إلى ذلك الحين الذي لم تظهر على الاستاذ
التجلّيات الذاتيّة الربّانيّة فهو ليس باستاذ، و لا يمكن الاكتفاء بمجرّد
التجلّيات الصفاتيّة و الأسمائيّة و اعتبارها كاشفة عن الوصول و الكمال.
و المقصود من التجلّي للصفات هو أن يشاهد السالك في نفسه صفة الله،
فيرى علمه أو قدرته أو حياته حياة و علم و قدرة الله، كأن يدرك أن الشيء الذي
يسمعه قد سمعه الله و هو السميع، أو يدرك أنَّ الشيء الذي يراه قد رآه الله و هو
البصير، أو أنَّ العلم في العالم منحصر بالله، و أنَّ علم كلّ موجود مستند إلى
علمه، بل هو نفس علمه.
و المراد من التجلّي للأسماء هو أن يشاهد في نفسه صفات الله المستندة
إلى ذاته، مثل القائم العالم السميع البصير الحيّ و القدير و أمثالها، كأن يرى
أنَّ العليم في العالم واحد و هو الله تعالى، و لا يرى نفسه عليماً في قبال الله،
بل كونه عليماً هو عين كون الله عليماً، أو أن يدرك أنَّ الحيّ واحد و هو الله، و
أنه ليس حيّاً أصلًا، بل الحيّ هو الله فقط، و أخيراً أن يدرك أن لَيْسَ القَدِيرُ
وَ العَلِيمُ وَ الحيّ إلَّا هُوَ تَعالَى وَ تَقَدَّسَ.
و بالطبع يمكن أن يتحقّق التجلّي للأسماء في خصوص بعض الأسماء
الإلهيّة، و لا يلزم من تجلٍّ واحدٍ أو اثنين من هذه