responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ده رساله محقق بزرگ فيض كاشانى المؤلف : فيض كاشانى    الجزء : 1  صفحة : 279

نفسى‌ «وَ ما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي»[1] فاقول من عرفنى فقد عرفنى و من لم يعرفنى فليعرفنى انى لست كاحد من ابناء الزمان ادخل فيما دخلوا فيه و اخرج مما خرجوا منه، و لكنى امرء مقبل على شأنى على حذر من اوثق اخوانى معرض عن الدنيا و ما فيها و عن عرض حاجة على بنيها سواء فى ذلك حاجتى و حاجة الغير لان ما فى سؤالهم من الشر اكثر مما فيه من الخير و دفع المفسده اهم فى نظر العقلاء من جلب المنفعة، و انى بحمد اللّه لم ادخل قط فى ذل السؤال منذ بلغت مبلغ الرجال فى حال من الاحوال، لانى رايت ان طلب المحتاج الى المحتاج سفه من رأيه و ضلة من عقله، لا يليق بذوى المروة و الدين و ليس من شيم المؤمنين و ان من خلقه اللّه و ضمن رزقه واكّد ذلك فى كتابه فان اللّه يفى له بذلك و لن يخلف اللّه وعده و ان الحسيب النسيب من الناس لا يحتاج قط الى السؤال فى ضرورة معاشه و ان احتاج فانما يكون احتياجه الى ذلك فى فضول المعاش مما لا حاجة اليه فى التعيش بل هو و بال على صاحبه «فان الدنيا حلالها حساب و حرامها عذاب»[2] يعنى الفضول الغير الضرورى ليس من الدنيا بل هو من الاخرة و كسبه من الحلال عبادة و انى كنت برهة من الزمان اعيش مع جماعة من الاطفال و العيال بلا كسب و لا وقف و لا وظيفة و لا سؤال و لا قبول تصدق و لا ادرار من شبهة او حلال و ما كان لى صناعة و لا بضاعة سوى غنى النفس، بلى كنت قد ورثت من والدى طاب ثراه من الحلال ما لو كان وظيفة عام لاحدكم لا ستقله غاية الاستقلال كنت قد اودعته عند من يتجر لى به و كنت اكافيه على تجارته شى‌ء من ربحه لئلا يكون لمخلوق على منّة و كان يعطينى من ربحه ما اكتفى به واقنع‌


[1] - يوسف/ 53.

[2] - نهج البلاغه خطبه 82:( الدنيا) ما اصف من دار اولها عناء و آخرها فناء فى حلالها حساب و فى حرامها عقاب.

اسم الکتاب : ده رساله محقق بزرگ فيض كاشانى المؤلف : فيض كاشانى    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست