إذا رأى إمام قوم، أو سمع بمؤذّن مسجد صيت،
«يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ وَ مِنْ وَرائِهِ
عَذابٌ غَلِيظٌ»[3] «فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ
فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ»؟[4]
و إذا رأى عمارة مسجد بالجماعة و التّجميع، أصابه الغمّ، و ناله
الألم.
«ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ»[5]، و سقط[6] في عذاب
أليم. يتوارى أوقات الصّلاة من القوم، و يودّ لو أخذه النّوم؛ لكي لايرى ذلك
البلاء، و لايسمع من مسجدهم النّداء. و لو قدر لمنعهم كلّ المنع، و شنع عليهم
نهاية الشّنع، و سعى في هدم المسجد و خرابه، بل لم يذر شيئاً من ترابه، «ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ»[7]؛ «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ
يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ
يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ»[8].