[4]) و منهم: مَن أقرّ بجملات أصول الدّين ظاهراً و باطناً و أمن بها
لساناً و جناناً؛ إلّا، أنّه في التّفاصيل، ضلّ عن سواء السّبيل للجاج سيرته، و
إعوجاج سريرته.
و هؤلاء في المسائل الدّينيّة يتفرّقون و إلى الأقسام الثّلاثة فيها
يوزعون.
إنّ النّاس بعد رسول اللَّه 6 آلوا في العلم و
العمل على أصناف:
فقوم تمسّكوا بالثّقلين في الأمرين؛ فسألوا أهل الذّكر ما لايعلمون،
و ردّوا إلى اللَّه و الرّسول و أولى الأمر ما كانوا فيه يتنازعون، و اتّبعوا
المحكمات، و احتاطوا في المتشابهات، و وكّلوا تأويلها إلى اللَّه و الرّاسخين في
العلم : و أثبتوا «لاندري» في الأحكام، و ثلّثوا بها الحلال و الحرام؛
«فأبهموا ما أبهم اللَّه»[4]، و سكتوا
عمّا سكت اللَّه، و لم يزيدوا في التّكاليف
«عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ»[5]، و
لم ينقصوا عمّا كلّفهم اللَّه. فإذا تعارضت عليهم الأخبار عن الأئمّة الأطهار
قالوا فيها بالخيار؛ إمتثالًا لأولئك الأخيار. فرفعوا بذلك ما رفع اللَّه عنهم من
العسر و