responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 9

مقدّمة الشارح‌

(هو المعين) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

الحمد للّه الواحد الأحد الصّمد، الذي لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوّا أحد، المقدّس ذاته و صفاته عن المشابهة و المماثلة، و نقيصة الافتقار إلى المعونة و المدد، و الصلاة على حبيبه المجتبى، محمد المصطفى، الذي غيره ما عبد، و على سواه ما اعتمد، و على آله، و أصحابه، صلاة متّصلة بالأبد.

أمّا بعد: فممّا لا ريب فيه؛ لظهوره، اصطفاء اللّه الحقّ بعض عباده على بعض، باطّلاع سرائرهم على بعض أسراره، و إشراق ضمائرهم بطوالع أنواره.

فكما خصّ الأنبياء بالوحي خصّ الأولياء بالإلهام الفارق بين الحقّ و الباطل، ففار منهم الصوفيّة[1] على ما ألهمهم اللّه به من المنح العرفانيّة،


[1] - الصوفية نسبة إلى لبس الصوف، أو الصفاء، أو أهل الصفة، و هم المسلمون الكاملون الجامعون بين مقامات الدين الثلاث: الإسلام و الإيمان و الإحسان. و الإسلام أن تعبده تعالى، و الإيمان أن تقصده تعالى، و الإحسان أن تشهده. فالصوفي هو الجامع بين العبادة و القصد و الشهود أي بين علوم الشريعة و الطريقة و الحقيقة.

موضوع علم التصوّف:

و قال الشيخ أحمد بن عجيبة في موضوعه في كتابه إيقاظ الهمم في شرح الحكم: و أما موضوعه، فهو الذات العليّة لأنه يبحث عنها باعتبار معرفتها إما بالبرهان( و هو مقام الإيمان) أو بالشهود و العيان( و هو مقام الإحسان) فالأول للطالبين و الثاني للواصلين. و قيل: موضوعه النفوس و القلوب و الأرواح، لأنه يبحث عن تصفيتها و تهذيبها، و هو قريب من الأول، لأن من عرف نفسه عرف ربّه.

واضع هذا العلم:

و أما واضع هذا العلم( التصوف) فهو النبي صلى اللّه عليه و سلم علّمه اللّه له بالوحي و الإلهام، فنزل جبريل 7 أولا بالشريعة، فلما تقرّرت نزل ثانيا بالحقيقة، فخصّ بها بعضا دون بعض. حكم الشّارع فيه:

و أما حكم الشّارع فيه فقال الإمام الغزالي: إنه فرض عين( على كل مكلّف) إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء :.

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست