باب الروائح و ما جاء في الطيب و ألوانه و التطيب به و استعماله
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَعَدَ فَقَالَ[1] عِنْدَنَا فَعَرِقَ فَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْكُبُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ قَالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَ هُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ وَ يُرْوَى نَرْجُو بِهِ بَرَكَةً فَقَالَ أَصَبْتِ
" وَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَمِيضِ[2] الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مُحْرِمٌ
وَ قِيلَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَطْلِي جَسَدَهُ بِالْمِسْكِ فَإِذَا مَرَّ فِي الطَّرِيقِ قَالَ النَّاسُ مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ أَمْ مَرَّ الْمِسْكُ.
كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ إِذَا قَامُوا مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَمَسُّوا مَقَادِيمَ لِحَاهُمْ[3] بِالطِّيبِ.
وَ قِيلَ الْفَاسِقُ رِجْسٌ وَ لَوْ تَضَمَّخَ[4] بِالْغَالِيَةِ.
وَجَدَ رَجُلٌ قِرْطَاساً فِيهِ اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى فَرَفَعَهُ وَ كَانَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ فَاشْتَرَى بِهِ طِيباً فَطَيَّبَهُ فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَانَ قَائِلًا يَقُولُ لَهُ كَمَا طَيَّبْتَ اسْمِي لَأُطَيِّبَنَّ ذِكْرَكَ
كَانَ عِيسَى ع يُخَمِّرُ أَنْفَهُ[5] مِنَ الرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ دُونَ الْكَرِيهَةِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَا حِسَابَ فِي الْكَرِيهَةِ وَ فِي الطَّيِّبَةِ حِسَابٌ
وَ قَالَ ع أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ وَ خَرَجَتْ لِيُوجَدَ رِيحُهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ وَ كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ
وَ قَالَ ع رَكْعَتَانِ عَلَى أَثَرِ طِيبٍ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً لَيْسَتْ كَذَلِكَ
[1] قال: عندنا من القيلولة.
[2] الوميض البرق. و ومض اي لمع.
[3] لحى بر وزن الى جمع لحية.
[4] التضمخ بالطيب التلطخ به و الإكثار منه حتّى كاد يقطره.
[5] التخمير: التغطية.