و المانع من
حفظ العلم بعد تصوره و فهمه: النسيان الحادث عن غفلة التقصير، فينبغي لمن بلي به
أن يستدرك تقصيره بكثرة الدرس و المذاكرة.
أما الاول:
فلما قيل: لا يدرك العلم من لم يطل درسه. و كثرة الدرس من المتعبات، لا يصبر عليها
الا ذو عقل صحيح، يرى العلم مغنما و الجهالة مغرما، فيحمل تعب الدرس ليدرك راحة
العلم، و ينفي عنه معرّة[2]
الجهل، فان نيل العظيم لا يكون الا بعظيم.
و لهذا قيل
الراحة في قلة الاستراحة.
قال أبو الطيب
المتنبي يخاطب نفسه:
ذريني أنل
ما لا ينال من العلى
فصعب العلى
في الصعب و السهل في السهل
تريدين
ادراك المعالي رخيصة
و لا بد
دون الشهد من ابر النحل
و أما الثاني:
فلانه اذا ذاكر بها رسخت و استقرت.
قال بعض
الحكماء: من أكثر المذاكرة بالعلم لم ينس ما تعلم و استفاد ما