بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‌

[منهج الوصول الى الكمال‌]

لا يصل الانسان الى الكمال الا بالتزكية و التربية الخلقية فبقدر ما يكتسب من مكارم الاخلاق و محاسنها يكون حائزا على الكمال و الشرف.

فالاخلاق هي التي تبني شخصية الانسان و هي التي تشكّل البعد الاخر و الاساسي لوجوده و تضفي عليه الجمال و البهاء.

و ما الانسان- لو لا الاخلاق- الا كالبهيمة السائمة أو الوحش الضاري بل قد ترتفع قدر البهائم عنه- لو عدم هذه الفضيلة- فيكون كما قال تعالى:

«أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ»[1].

و هذا هو الواقع، فان البهيمة ان كانت تكتفى بما يسد رمقها فان الانسان- الذي ينسلخ من الاخلاق- لن يرتوي باراقة الدماء و قتل الابرياء ابدا، بل يظلّ يمارس القتل و الفساد حتى يعجز بالموت.

و النماذج لهذا- في عصرنا الحاضر- عديدة: فسوموزا، و ماركوس، و كارمل، و بيگن، و صدام، و هيلاسيلاسي .. حاوزوا بارهابهم و سفكهم للدماء

[1] سورة الاعراف: 7/ 179.