فصل [اسباب الحلم]
و للحلم اسباب:
الف: الرحمة للجاهل:
ففي منثور الحكم: من آكد أسباب الحلم رحمة الجهّال.
و في وصية جعفر الصادق «رضي اللّه عنه» لبعض اصحابه: اذا شتمت فقل:
ان كنت صادقا فغفر اللّه لي، و ان كنت كاذبا فغفر اللّه لك.
ب: الترفع عن السباب: و ذلك من شرف النفس و علو الهمّة.
قيل: ان اللّه تعالى سمّى يحيى: سيّدا، لحلمه[1].
و قالت الحكماء: شرف النفس أن تحمل المكاره كما تحمل المكارم.
ج: القدرة على الانتصار: و ذلك من سعة الصدر، و حسن الثقة.
فعن النبي 7: اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه جزاء للقدرة عليه.
و قال بعض الفصحاء: أحسن المكارم عفو المقتدر، وجود المفتقر.
د: الاستهانة بالمحلوم عنه. كما حكي: ان رجلا اكثر من سب الاحنف، و هو لا يجيبه، فقال: و اللّه ما منعه من جوابي الا هواني عليه.
[1] و انما سماه بذلك فى قوله تعالى: فنادته الملائكة و هو قائم يصلى فى المحراب:
أن اللّه يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من اللّه و سيدا و حصورا و نبيا من الصالحين.
( ال عمران: 3/ 39).