و اذا استشار
جماعة، فذهب بعضهم: الى أن اجتماعهم على محض الرأي و اجالة الفكر أولى[2]،
ليذكر كل واحد منهم ما قدحه خاطره، و أنتجه فكره، حتى ان كان فيه قدح عورض، و ان
توجه عليه رد نوقض، فلا يبقى فيه مع اجتماع القرائح خلل الا ظهر، و لا يتأتى فيه
زلل الا اشتهر.
و ذهب آخرون:
الى أن الاولى افراد كل واحد بالمشورة، ليجيل كل واحد منهم فكرته في الرأي، طمعا
في الحظوة[3]
بالصواب، فان القرائح اذا انفردت استكدّها الفكر، و اذا اجتمعت فوضت فيه.