responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 195

لارشد الامور.

و ثالثها: أن يكون ناصحا ودودا، فان النصح و المودة يصدقان الفكر.

قال بعض الحكماء: لا تشاور الا الحازم غير الحسود، و اللبيب غير الحقود و اياك و مشاورة النساء، فان رأيهن الى أفن‌[1]، و عزمهن الى الوهن.

و رابعها: أن يكون سليم الفكر من هم قاطع، أو حزن فاجع أو مرض واقع، فان من عارض فكره شوائب الهموم و الاحزان و الامراض لم يسلم له رأي و لم يستقم له خاطر.

و خامسها: أن لا يكون له في الامر المستشار فيه غرض يراصده، و لا هوى يساعده، فان الاغراض جاذبة، و الاهواء غالبة، و الرأي- اذا جاذبه الغرض و غالبه الهوى- فسد.

فاذا استكملت هذه الخصال الخمس في امرى‌ء كان أهلا للمشورة.

فيحقّ على اللبيب أن لا يعدل عن استشارته، اعتمادا على ما يتوهّمه من فضل رأيه أو رويته، لان رأي غير ذي الحاجة أسلم من دواعي النفس، فهو الى الصواب أقرب، لخلوص الفكر، و خلوّ الخاطر، من دواعي الهوى و الشهوة.

قال لقمان لابنه: شاور من جرّب الامور، فانه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، و أنت تأخذه بالمجان.

نكتة:

و قد يصدّ ذا النوك و الرأي الفاسد و العقل الضعيف عن الاستشارة ما يتصور في نفسه، من أنه اذا شاور ظهر للناس ضعف رأيه، و فساد رؤيته، حتى افتقر بذلك الى رأي غيره، و يعزب عنه، أن نفس المشاورة حزم و صواب، و أن‌


[1] الافن: الضعف.

اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست