قال ابن عباس في قوله تعالى: «وَ الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ»[1]* انها: الكلام الطيب.
و قيل للعتابي: انك تلقى العامّة ببشر و تقريب، فقال: أدفع ضغينة بأيسر مؤنة. و اكتسب اخوانا بأهون مبذول.
قال الشاعر:
بنيّ انّ البرّ شيء هيّن
وجه طليق و كلام ليّن
و أما العمل: فهو بذل الجاه، و الاسعاد بالنفس، و المعونة في النائبة و هذا يبعث عليه حب الخير للناس مع الرغبة في الاجر الجزيل و الذكر الجميل.
و ليس لهذا حدّ و لا فيه سرف، لانه و ان كثر فهو فعل خير يعود بنفع على صاحبه، و هو اكتساب الاجر و الذكر الجميل و مودّات الرجال، و نفع على المعان به.
فعن النبي 7: كل معروف صدقة.
و عنه 7: المعروف كاسمه، و أول من يدخل الجنة يوم القيامة المعروف و أهله.
قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين اللّه و الناس
و انشد الريّاشي:
يد المعروف غنم حيث كانت
تحمّلها كفور أو شكور
ففي شكر الشكور لها جزاء
و عند اللّه ما كفر الكفور
[1] تتمة الاية« .. خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً*» و قد وردت فى موضعين من القرآن الكريم هما:( سورة الكهف 18/ 46) و( سورة مريم: 19/ 76).