responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 753

ثمّ هو كالواسطة فإنّ ذات النعمة و سوقها إلى المنعم و إقداره على إيصالها كلّها صادرة عنه جلّ شأنه و عظم امتنانه، و تقديمه على الرحيم مع اقتضاء الترقّي العكس لصيرورته بسبب الاختصاص به سبحانه، كالواسطة بين العلم و الوصف، فناسب توسّطه بينهما.

و في ذكر هذه الأسماء في البسملة التي هي مفتتح الكتاب الكريم تأسيس لمباني الجود و الكرم، و تشييد لمعالم العفو و الرأفة، و إيماء إلى مضمون سبقت رحمتي‌

______________________________
قوله: لصيرورته بسبب الاختصاص الى آخره.

حيث لا يطلق على غيره تعالى، لأنّه و ان كان في اللغة بمعنى ذي الرحمة مطلقا، الّا أنّه صار حقيقة عرفيّة في المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة، و هذا لا يصدق على غيره تعالى.

و يمكن أن يقال: اريد اتّصاله بما يناسبه في العلميّة بما يناسبه في الوصفيّة، و ذلك انّما يتأتّى بجعله متوسّطا بينهما.

و قيل: لمّا كان الملتفت اليه بالقصد الأوّل في مقام العظمة و الكبرياء جلائل النعم و عظائمها دون دقائقها، قدّم الرحمن و أردف بالرحيم كالتتمّة، تنبيها على أنّ الكلّ منه، و انّ عنايته شاملة لذرّات الوجود، كي لا يتوهّم أنّ محقّرات الامور لا تليق بذاته، فيحتشم عنه من سؤالها.

ففيه اشارة الى أنّ العاقل ينبغي له أن يرجع في حوائجه كلّها اليه و ينزّلها به، جليلة كانت أو حقيرة، و لا يأنف من رفع المحقّرات اليه، فانّه غاية التوكّل عليه. يا موسى سلني كلّ ما تحتاج اليه حتّى علف شاتك و ملح عجينك.

قوله: و في ذكر هذه الأسماء في البسملة.

دون غيرها، كأن يقال بسم اللّه الحيّ العليم، أو القادر الحكيم، أو الموجد

اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 753
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست