responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 700

ظهري و ما أجد لي إليك شافعا سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطّالبون، و لجأ إليه المضطرّون، و أمل ما لديه الرّاغبون، يا من فتق العقول بمعرفته، و أطلق الألسن بحمده، و جعل ما امتنّ به على عباده‌

______________________________
و الظاهر أنّ الباء في «بنفسي» للمصاحبة، و هي مؤكّد بهربت، و في «بأثقال الذنوب» للسببيّة أو المعيّة، و المهروب عنه محذوف، و هو عقاب اللّه و عذابه و غضبه و سخطه، و كذلك مهروب اليه، و هو رحمته و مغفرته في «اليك» فيكون بحذف المضاف.

و ذلك لأنّ هرب العبد الى اللّه تعالى على مراتب:

فأوّلها: الهرب من بعض آثاره الى بعض، كالهرب من أثر غضبه الى أثر رحمته، كما قال تعالى حكاية عن المؤمنين في التضرّع اليه‌ «رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا»[1] الآية، فكأنّهم لم يروا الّا اللّه تعالى و أفعاله، فهربوا من بعضها الى بعض.

الثانية: أن يفنى العبد عن مشاهدة الأفعال، و يترقّى في درجات القرب و المعرفة الى مصادر الأفعال و هي الصفات، فيهرب من بعضها الى بعض. كما ورد عن زين العابدين 7: اللهمّ اجعلني اسوة من قد انتهضته بتجاوزك عن مصارع المجرمين، فأصبح طليق عفوك من أثر سخطك. و السخط و العفو صفتان، فاستعاذ باحداهما من الاخرى.

الثالثة: أن يترقّى عن مقام الصفات الى ملاحظة الذات، فيهرب منها اليها، كقوله تعالى‌ «لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ»[2] و كالوارد في الدعاء في القيام‌


[1] سورة البقرة: 286.

[2] سورة التوبة: 118.

اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 700
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست