اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 304
فإن قلت: هذا المعنى يستفاد من قوله 7 «يولج
كلّ واحد منهما في صاحبه» فأيّ فائدة في قوله 7 «و يولج صاحبه فيه»؟
قلت: مراده
7 التنبيه على أمر مستغرب، و هو حصول الزيادة و النقصان معا في كلّ من
الليل و النهار في وقت واحد، و ذلك بحسب اختلاف البقاع كالشماليّة عن خطّ الاستواء
و الجنوبية عنه، سواء كانت مسكونة أو لا، فإنّ صيف الشماليّة شتاء الجنوبية و
بالعكس، فزيادة النهار و نقصانه واقعان في وقت واحد لكن في بقعتين و كذلك زيادة
الليل و نقصانه، و لو لم يصرح 7 بقوله «و يولج صاحبه فيه» لم يحصل
التنبيه على ذلك، بل كان الظاهر من كلامه 7 وقوع زيادة النهار في وقت و
نقصانه في آخر و كذا الليل، كما هو محسوس معروف للخاصّ و العامّ. فالواو في قوله
7
______________________________
و في الشتاء قصرا و بالعكس في الليل، و قد يرتقي طول النهار بحسب تزايد ارتفاع
القطب إلى حيث يصير اليوم بليلته نهارا كلّه و بازائه الليل، ثمّ أكثر من ذلك إلى
حيث يكون نصف السنة نهارا و نصفها الآخر ليلا، فتكون السنة كلّها يوما و ليلة.
و ذلك إذا صار
قطب الفلك الأعظم محاذيا لسمت الرأس، و لا عمارة هناك و لا فيما يقرب منه، إذ لا
يتمّ النضج لشدّة البرد اللازم من انحطاط الشمس، و لا يصلح مسكنا للحيوان، و لا
يتهيّأ فيه شيء من أسباب المعيشة.
و أمّا البقاع
التي هي تحت خطّ الاستواء، فالليل و النهار فيها في جميع السنة متساويان، كلّ
منهما اثنتا عشرة ساعة متساوية، فلا يتصوّر فيها ايلاج أحدهما في الآخر الّا
بالتعقيب لا بالزيادة و النقصان.
قوله: فالواو
في قوله 7 و يولج صاحبه فيه الى آخره.
كون الواو
للحال مبنيّ على تقدير المبتدأ كما في «نجوت و أرهنهم مالكا»
اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 304