يظهر ممّا ذكر أنّ الكرّ على صحيحة صفوان بن يحيى عن إسماعيل بن جابر المتقدّمة[1] يكون سبعين منّاً و ربع منّ و ثمانية و أربعين مثقالًا صيرفياً[2]، و التفاوت بينه و بينه على اعتبار الأرطال العراقية يكون يسيراً[3]. لكن لم يقل به أحد، و لو لا ذلك لكان القول به قويّاً، بل لا يبعد تصحيح قول القمّيّين أيضاً؛ لظهور صحّة سنده و إمكان تطبيقه على ذلك الاعتبار؛ بناءً على كون التفاضل المذكور على تفاوت أشبار الناس قديماً و حديثاً، أو لاعتبار تفاوت أوزان المياه.

و أمّا ما ذكره ابن الجنيد فلا يطابق شي‌ء من الاعتبارين، بل لا يطابق اعتبار الأرطال و لو فسّرت بالمكّية؛ إذ وزن مائة شبر يكون مائة و خمسة و تسعين منّاً و ربع منّ‌[4]، و على التفسير بالمكّية يكون الكرّ موازياً لمائة و ستّة و ثلاثين منّاً و نصف منّ‌[5]، فكيف بالمدنية و العراقية؟! مع أنّه لم يعتبرها أحد إلّا في رواية ستمائة رطل‌[6] كما عرفت‌[7].

[1]. و هو حساب الكرّ على أساس أنّ مكسّره 36 شبراً.

[2]. و ذلك لأنّ 36* 2343( عدد مثاقيل الشبر المكعّب من الماء)/ 84348.

و بتقسيمه على مثاقيل المنّ الشاهي يكون 84348+ 1200/ 29/ 70، و هو قريب من ربع منّ.

[3]. فإنّ التفاوت بينه و بين حساب الكرّ بالأرطال بمنّين و مثاقيل معدودة، انظر: الأربعين للمجلسي: 490، و مثل هذا التفاوت يكون في أوزان المياه.

[4]. فإنّ 100* 2343( عدد مثاقيل شبر مكعّب من الماء)/ 234300، و بتقسيم هذا العدد على 1200( عدد مثاقيل المنّ/ 25/ 195. و 25 و 0 هو ربع المنّ؛ و هذا لم يقل به أحد.

[5]. و ذلك لما تقدّم من أنّ وزن الكرّ بالمنّ الشاهي على أساس الرطل العراقي يساوي 25/ 68 منّاً، أي 68 منّاً و ربع منّ على المثاقيل الصيرفية.

و تقدّم أيضاً أنّ الرطل المكّي هو ضعف العراقي.

إذن 25/ 68* 2/ 50/ 136، أي 136 منّاً و نصف منّ.

[6]. و هي ما رواه محمّد بن أبي عمير، كما في التهذيب 1: 43، ح 58 و 11، ح 5، و انظر:

الاستبصار 1: 11، ح 6.

[7]. جاء في آخر نسخة الأصل هنا ما يلي:« تمّت النسخة الشريفة في شهر رجب المرجّب سنة 1319»( انتهى) و الظاهر أنّ هذا هو تاريخ إعداد النسخة للطبع.