بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي أنزل على عبده كتابا إلهيّا تتفجّر من بحاره أنهار
العلوم الحقيقيّة تفجيرا، و خطابا سماويّا تقتبس من أنواره أسرار الحكمة التي من
أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا[1]؛
و أقعد فرسان اللّسن[2]
عن الجري على أثره؛ و أخرسهم عن معارضة أقصر سورة من سوره؛ فأذعنوا بالعجز عن
الإتيان بما يكون لآية من آياته نظيرا، و أيقنوا أنّه لو[3] اجتمعت الإنس و الجنّ على أن
يأتوا بمثله لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا[4]، و جعله برهانا باقيا ببقاء
الأيّام و الشهور، و تبيانا راقيا بارتقاء الأعوام و الدهور لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ[5]، و لا يتطرّق إليه
التغيير في ذاته و لا وصفه؛ فارجع البصر هل ترى فيه تفاوتا أو نكيرا، ثمّ ارجع
البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئا[6]
حسيرا[7].
و الصلاة على
أرفع الرسل درجة لديه، و أقربهم منزلة إليه، صدر صحيفة المظاهر