و هي أنّي لما
رأيت معالم الأدب قد كانت فيما تقدّم ناجمة الزهر، زاهرة النجم، حامية الشهاب،
هامية السحاب، قائمة السوق، نافقة الوسوق، محمودة الوصف، منيرة المنظر، ناضرة
النور، مستورة المعصم، عاصمة السّور؛ و الآن قد غاب بدرها، و غاض بحرها، و انكسفت
شمسها، و انسفكت نفسها، و صارت أثرا بعد عين، فلا تكاد تلحظ بعين؛ جمعت[2]
في رسالتي هذه من الفصاحة و البلاغة منتثرا، و نثرت مجتمعا، و ضمّنتها من ذلك
عيونا من سواد كسواد من العيون، و أفواه طيب من طيب أفواه،