بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد للّه على ما أسبغ من العطاء، و أسبل من الغطاء، و كفى من
الأسواء، و كفى من الأسواء، و شفى من الأدواء، و أعطى الإنسان بفضيلة النطق أزمّة
السبق، و جعل له من العقل الصحيح، و النطق الفصيح منشئا عن نفسه، و مخبرا في حدسه.
أحمده على خوالي نعم خوّلها، و توالي قسم أكملها، و ملابس آلاء خلعها، و معاطس
أعداء جدعها، حمدا ينظم منثور هباته، و يبرم منشور عداته و يحوط مذخور صلاته، و
يحبط محذور نقماته.
و أشهد أن لا
إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة من صدع بالحقّ لسانه، و نزع عن التّقليد
جنانه.
و أصلّي على
سيّدنا محمّد الّذي هاجر من أشرف المواطن، لمّا أحسّ من أعدائه بالغلّ الباطن، بعد
أن أرسل بسوابغ الكلم، مجلّلا بسوابغ النّعم. و الفسوق حينئذ زاخرا تيّاره، ظاهرا
مناره، طائرا شراره، عامرة دياره. فأفصح المقالة، و أوضح الدّلالة، و أعلن
النّذارة، و أحسن العبارة، ثمّ لم يزل بزناد العلم قادحا، و لذوي الجهل بحقائق
الأمور مكافحا، و لقواعد الدّين مشيّدا، و لسواعد اليقين مؤيّدا، حتّى ظهرت من الدّين
حقائقه، و برزت من اليقين شوارقه، و خرس من الجهل شقاشقه، و خنس منه منافقه.
و على آله و
خلّص أصحابه، الّذين اختارهم قواما لملّته، و قوّاما على أمّته، فمشوا على آثاره،
و تسربلوا بسرباله و شعاره، صلاة لا انقطاع لمزيدها، و لا امتناع