الله عليهم؛ حيث جعل مفسّرا و موضحا للصراط المستقيم، كما تقول: «هل
أدلّك على أكرم الناس فلان»؛ فإنّ هذا أبلغ في وصفه بالكرم من قولك: «هل أدلّك على
فلان الأكرم»؛ لجعلك إيّاه تفسيرا و إيضاحا ل «الأكرم» بخلاف العكس.
و المراد بهم[1]
المذكورون في قوله- عزّ و علا-: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ
الصَّالِحِينَ[2].
و قيل: المراد
بهم المسلمون؛ فإنّ نعمة الإسلام أصل جميع النعم و رأسها[3].
و قيل: أصحاب
موسى 7 و عيسى 7 قبل التحريف و النسخ[5].
[بحث في
الإنعام]
و الإنعام:
إيصال النعمة، و هي في الأصل مصدر بمعنى الحالة التي يستلذّها الإنسان، ككونه ذا
مال و بنين مثلا، ثمّ أطلقت على نفس الشيء المستلذّ، من تسمية السبب باسم المسبّب؛
و نعم الله سبحانه و إن جلّت عن أن يحيط بها نطاق الإحصاء- كما قال جلّ شأنه: وَ إِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها[6]- إلّا أنّها جنسان:
دنيويّ
[2]. كما ورد في« مجمع البيان» ج 1، ص 70. و الآية
المذكورة في سورة النساء( 4): 69.
[3]. و هو قول وكيع على ما حكي عنه في« جامع البيان في
تفسير القرآن» ج 1، ص 59؛« تفسير القرآن العظيم» لابن كثير، ج 1، ص 31؛ و« تفسير
أبي السعود» ج 1، ص 18.
[4]. و هو قول قتادة على ما حكي عنه في« البحر المحيط» ج
1، ص 147.
و
في هامش« د»:« و ليس المراد بصراطهم شريعتهم؛ لاختلافها و نسخ أكثرها، بل طريقهم
في الزهد في الدنيا و الرغبة في الآخرة و مراقبة الحقّ- تعالى- في سائر الأحوال،
أو ما هم متّفقون عليه من أصول الدين و اجتناب الفواحش و سائر ما لا يتغيّر بتغيّر
الشرائع. و هذا القول منسوب إلى قتادة، و القول الذي بعده منسوب إلى ابن عبّاس».(
من حاشيته- ;-[ على تفسير البيضاوي]).
[5]. و هو قول ابن عبّاس على ما حكي عنه في« الكشّاف» ج
1، ص 69؛ و« البحر المحيط» ج 1، ص 147.