مقدّمة التحقيق‌

الحمد للّه و الحمد حقّه كما يستحقّه حمدا كثيرا، و خير الصّلاة و السّلام على سيّد الأنام، المصطفى الأمجد أبي القاسم محمّد و على آله الطّيّبين الطّاهرين، و اللّعن الدّائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدّين.

و بعد، يعدّ كتاب «الحبل المتين» من الكتب الّتي قلّ نظيرها، ذلك لأنّ هذا السّفر العظيم امتاز عن غيره من كتب الفقه و الحديث بأنّه تضمّن مجموعة كبيرة من الأحاديث الصّحاح و الحسان و الموثّقات الّتي يبلغ عددها ألفا و خمس مائة و ثمانين حديثا من غير المكرّرات، علما بأنّ جلّ الأحاديث نقلت فيه بتمامها، و من هنا يمكن القول: إنّ هذا الكتاب مصدر للأحاديث المختصّة بالاستدلال الفقهيّ الّتي وردت في كتب الفروع.

و يؤيّد هذا قول المصنّف في «الوجيزة»: فجمعت في كتاب «الحبل المتين» خلاصة ما تضمّنته الأصول الأربعة من الأحاديث الصّحاح و الحسان و الموثّقات الّتي منها تستنبط أمّهات الأحكام الفقهيّة، و إليها تردّ مهمّات المطالب الفرعيّة، و سلكت في توضيح مبانيها و تحقيق معانيها مسلكا يرتضيه النّاظرون بعين البصيرة، و يحمده المتناولون بيد غير قصيرة.